الشيخ منصور والهدهد جميل {والحلم الجميل}

الشيخ منصور والهدهد جميل
{والحلم الجميل}

تبدأ حدودتى اليكم بعد الصلاه والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم فى احدى البلاد البعيده فى الأوقات التى ولت من زمان،كان يعيش رجلاً صالحاً اسمه(منصور)وذات صباح،خرج الشيخ (منصور)من بيته فرأى صديقه الهدهد واسمه (جميل) يجلس على سور بستان رجل غنى فقال له ناصحاً:يا جميل يا ايها الهدهد الذكى ابتعد عن هذا المكان الآن لأنه غير آمن وهو هدف لصيد الطيور

فقال الهدهد بفخر وغرور:يا شيخ منصور لا تضخم الآمور، ولا تخف على فإننى ذكى ولكن تعال لأريك هذا الطفل الشقى الذى يتصور نفسه انه عبقرى وهو يحاول صيدى،ويضحك الهدهد فىغرور ويقول:وهو طبعاً لن يتمكن من صيدى،فهو يضيع وقته على الفاضى

فقال الشيخ منصور:يا عزيزى ان النجاه دائماً فى الحذر،والسخريه من العدو مهما كان صغيراً قد توقعك فى خطر،والعاقل هو من يتدبر الأمور

الهدهد المغرور

فضحك الهدهد وهو يقول يا شيخ منصور انا لست صغيراً فلا تخشى على،وقد رأيت الشراك منصوبه ولن اقع فيها...فمضى الشيخ منصور وهو يضرب كفاً بكف ويقول:يا(جميل) يا صديقى يقول ربنا تبارك وتعالى:{وَلا تُلْقُوا بِأيْديِكُمْ إِلَى التَّهْلُكَهِ}
[البقره:195]

فقفز الهدهد وطار،ثم نزل ووقف على نفس السور وبعد وقت قصير عاد الشيخ منصور فوجد الهدهد فى يد الصبى ينادى عليه ليبيعه، فقال له منصور:كيف وقعت فى الفخ ايها الهدهد العبقرى؟فاعلم انك وقعت لأنك لم تقدم مشيئه الله

فقال الهدهد مواسياً الشيخ منصور:يا عم منصور لا ينفع حذر من قدر، وكما قال اهل زمان:إذا جاء القدر عمى البصرفقال
منصور:لقد حذرتك من السخريه من عدوك،فقال الهدهد:معك حق،واعترف اننى اخطأت ولقد تعلمت ووعيت ان على المخلوق
ان يتأنى فى الأمور ولا يستهن بعدوه،ولكن ما الفائده ولقد وقعت

فقال الشيخ منصور:هل تعلم يا صديقى ماحق الصديق على صديقه؟قال الهدهد:علمنى ابى وادبنى جدى،وقالا لى:الصداقه اطهر علاقه وللصديق على صديقه حقوق وواجبات،خذ وهات

قال الشيخ منصور:ابى قال لى المال ينفع وقت الشده،والصديق ينفع فى المحنه ومن اجل ذلك ومن حقك على ان اساعدك واخلصك من هذه الورطه وادفع المال الذى سيطلبه هذا الغلام لأطلق سراحك فى الحال

الإنسان اشرف المخلوقات

ودفع الشيخ منصور المبلغ المطلوب واشترى الهدهد واطلقه فقال الهدهد:الحمد لله الذى كرم الإنسان فجعله خير المخلوقات...شكراً لك يا صديقى الإنسان...

يعطيك العافية

اشكرك ع المرور