حمزة الشاطر

حمزة الشاطر
كان يا ماكان ..في سالف العصر و الأوان..في بغداد ذات القصور و القباب و البنيان..فتى اسمه حمزة الشاطر..فتى ذكي شجاع مغامر..وكان الزعيم بين أقرانه..المقدم على خلانه..وكان الصبية جميعا يوقرونه..يحترمونه و يقدرونه..
ليس لأنه كان عملاقا في الحجم..بل لأنه كان نبيها حاضر الفهم..وكان سيفه ذكائه..ورمحه دهائه..ولكنه لم يكن يستعمل شطارته في أذية الآخرين..بل في الأقتصاص من المعتدين..اذ كان أنوفا لايرضى الذل و الهوان..لا لنفسه ولا لأحد من بني الأنسان..وهذا ديدن أطفال العراق في كل زمان و مكان..ولكن حمزة الشاطر..كان عيبه الوحيد أنه يكره الكراسات و الدفاتر..ولايحب الدرس و التحصيل..وينام في الكتاب بدلا من الترتيل..ولهذا كان شيخه كثيرا ما يزجره..يوبخه و ينهره..وحدث يوما أن نام حمزة في الكتاب فوق الحصير ..حتى علا منه الشخير..وبدأ أقرانه يضحكون..يصرخون و يلغطون..فانتبه الشيخ اليه..وحمله من رجليه.. ورمى به خارج الكتاب..فأفاق حمزة وقد مرغ أنفه بالتراب..فقام ينفض الأثواب..ويتوعد الضاحكين بشر عقاب..ثم مال على الشيخ معاتبا..أن ماهكذا يكون المعلم مؤدبا..ثم قال مخاطبا أقرانه..
لاتضحكوا كثيرا..فلربما صرت عليكم يوما أميرا..ولاتقهقهوا ملئ حشاكم..فلربما ألهبت صفعا قفاكم.
فقال له شيخ الكتاب..وقد بدا له من مقولته العجب العجاب
أنت تصبح الأمير..يابن غازلة الحرير.
فأجابه حمزة الشاطر..
نعم يامعلمنا النحرير..ابن غازلة الحرير..قد يصبح الأمير..ان أحسن التخطيط و التدبير و التفكير..وابن كبير التجار..قد يصبح صعلوكا من الزعار..ان ضيع تلاد أبيه بغبائه في موائد القمار
يتبع

بارك الله فيك

شكرا لمرورك